21 - 05 - 2025

عجاجيات | جنون التريند وغواية الدولارات

عجاجيات | جنون التريند وغواية الدولارات

كثيرا ما تساءلت عن جدوى ما أكتبه أنا وغيرى.. هل لما نكتبه قيمة ، وهل له صدي ، وهل له مردود ، وهل يصغى احد لما نكتبه ويعيره أي اهتمام؟!

وكثيرا ما حدثت نفسي ، أليس الأجدي أن أتخلى عن الورق والقلم ، وأتجه إلى عالم الفيديوهات واليوتيوب والتيك توك ، لعلى أحظى بنسبة مشاهدات بالآلاف ، ولعلى أحظى بكبشة دولارات ، فى زمن يتوالى فيه صعود الورقة الخضراء إلى القمة وتنظر من برجها العاجى إلى الجنيه ، الذى كان قبل عقود يصرع الدولار بلمس الأكتاف والضربة القاضية.

غير أننى كنت اسأل نفسي: هل لديك استعداد للسير على خطى من يسعون لركوب التريند ، ويتطلعون لنيل آلاف الدولارات ولو على حساب المنطق والقيم.. وهل لديك استعداد للتخلى عن أخلاقك لتحظي بنسبة مشاهدات عالية.. وهل لديك استعداد لتصبح جزءا من مهزلةالتريند وغواية الدولار التى اصبحت من أبرز مظاهر عصرنا الحاضر؟

أتعجب كيف لسيدات - والأصل أن كل السيدات فضليات - يتخلين عن ملابسهن وما يسترهن ، ويتنافسن فى إبراز مفاتنهن من أجل ركوب التريند ، ونيل أكبر كمية من الدولارات طبقا لاعداد المشاهدات.. وأتعجب كيف لزوج - يفترض أنه محترم – أن يسمح بعرض أدق تفاصيل حياته اليومية مع السيدة الفاضلة زوجته على الهواء مباشرة من أجل حفنة دولارات... وكيف لسيدة منقبة - يفترض أنها تعرف الحلال والحرام - تتلوي وتتمايل وتستعين بمشاهد خليعة تثير الغرائز؟

والعجب كل العجب ، أن بعض هذه الترهات والخزعبلات تحظى بمشاهدة الملايين.. وهنا يبرز السؤال عن أين الخلل ؟ وأظن أن على أقسام الاجتماع فى كلياتنا والمركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية دراسة التغيير الذى حدث فى سلم القيم المصرية وما تتعرض له من هزة عنيفة.

وللحق فليس كل اليوتيوب شر ، فكثيرا ما استمتعت بتلاوات نادرة للعمالقة محمد رفعت وطه الفشنى وعبدالعظيم زاهر وكامل يوسف البهتيمي ومصطفى اسماعيل وعبدالباسط عبدالصمد  ومحمد عمران من خلال اليوتيوب.. وأسعد عندما أجد مشاهدات لهؤلاء القمم بأرقام عالية.. وأتساءل : أليس من حق ورثة هؤلاء أن يحصلوا على نصيبهم من الدولارات على غرار حق الأداء العلنى.

عموما ، سأتمسك بالقلم الذى اقسم رب العزة والجلال به ، متمنيا أن يرزقنى الله بمن يقرأ ويهتم بما أكتبه.
---------------------------
بقلم: عبدالغني عجاج
من المشهد الأسبوعية

مقالات اخرى للكاتب

عجاجيات | إضراب عن الحكمة !